الأحد، 18 ديسمبر 2011

ظلم اليتيم




:: ظلم اليتيم ::


خلق الله تعالى الانسان وجعل فيه جانبين جانب الخير والشر ، وقد شرع الله القوانين والأنظمة لتعزيز وترسيخ جانب الخير وتهذيب جانب الشر والتغلب عليه ، فأن استسلم الإنسان وانساق وراء رغباتة وشهواته وهواه فستظهر عليه سمات الطغيان والظلم  ،
وللظلم أنواع وأشكال كثيرة وقد يقسم لقسمين رئيسيين الظلم المعنوى والظلم المادي ،
ومن النواع الشديدة للظلم هو ظلم اليتيم معنوياً ومادياً ...
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :
{ اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله ، وما هن ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف الغافلات المؤمنات } .  رواه البخاري
ظُلم اليتيم إجتماعياً وأغتصاب ماله من أقرب الناس وجعله فقير النفس والمكانة والمال ،
لينتهي مآله يطرق أبواب الغرباء باحثاً عن مسكن ومأكل وقلب رحيم , يعيش بقلب كسير وذليل ، وعينين دامعتين ، ونفس وجله من المستقبل , كم يتمنى أن يسترد حقوقه ومكانته بين الناس ، ويعيش بشكل سوى دون أن يحس بالنقص عن غيره من الناس .



وقد حذَّر القرآن الكريم من أخذ مال اليتيم بغير حق وأكد النهي عن أكل مال اليتيم ظلماً ، 
قال تعالى : {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [الأنعام:152] .





وقد أمر الله جل وعلا بالمحافظة على أموال اليتامى ، وعدم تبديدها ، أو تبديلها بالخبيث أو المتاجرة بها فيما حرم الله عز وجل ، فإن هذه الأموال أمانة عند ولي اليتامى سيسأل عنها بين يدي الله جل وعلا . فيقول سبحانه : {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا } [النساء:2] .
وأوجب كذلك على ولي اليتامى أيضا : ألا يُسْرِف في الإنفاق منها وحذره من المبادرة والإسراع إلى أكلها قبل أن يكبر أصحابها من اليتامى ليأخذوها فإن هذا من أعظم الذنوب والآثام ، وأن يرد أموال اليتامى إليهم إذا بلغوا النكاح ، أو مرحلة الرشد والنضج ، وأصبحوا قادرين على تصريف أمورهم وتدبير شئونهم والمحافظة على أموالهم ،
وأمره أن يُشْهِدَ عند دفع هذا المال إبراء للذمة ودرأ للشبهة ،
ويقول عز وجل : { وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } [النساء:6] .

كما أيضاً لايجوز الوصي على اليتيم أو حتى زوج الأم يمكن أن يقوم مكان الأب ،
من أن يستغل ضعف وحاجة اليتيم ويقوم بإستغلال سطوته على اليتيم فيعتبره عبدا
عنده فهذا ما لا يقبل به عقل ولا دين 0
كذلك لايجب على المجتمع من معاملة اليتيم معاملة قاسية من غير رحمة ولاشفقه
بسبب عدم وجود من يدافع عنه أن يحمية واستغلاله بشكل اكبر من طاقته من أجل مصالحهم ...

وأخيراً .. مهما كانت ظروف اليتيم وبيئته يجب احترام مشاعرة وشخصة
فهو في نهاية الأمر انسان له حقوق ومتطلبات ، فاليوم اليتيم ضعيف على يقدر على كف الآذى عن نفسه 
ولكن غداً سيكبر وسيرد حقوقة ، فالله تعالى يمهل الظالم ولكن لاينسى ظلم الناس على اليتيم .




كذلك ذكر في وعيد من يأكل أموال اليتامى ، ونوع الجزاء والعقاب الذي سيلاقاه ،قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } [النساء: 10] ، أي إذا أكلوا مال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون في بطونهم ناراً تتأجج في بطونهم يوم القيامة ، وقد هزت هذه الآية قلوب الصحابة هزا عنيفا وملأتها بالخوف والرهبة ووقعوا في حرج شديد ،
كما قال ابن عباس : لما نزلت هذه الآية ، انطلق كل من كان عنده يتيم فعزل طعامه عن طعامه ، وشرابه من شرابه ، فجعل يفضل الشيء أي يتبقى من أكل اليتيم فيحبس له ، ولا يأكله أحد حتى يأكله اليتيم ، أو يفسد .
فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله فأنزل الله عز وجل
قوله تعالى : { فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  } [البقرة:220]

هناك تعليق واحد: